الاثنين، 8 مارس 2021

حق النفس: الحفظ والرعاية/مدخل القسط/الاولى اعدادي

 مدخل القسط                       حق النفس: الحفظ والرعاية

الوضعية المشكلة:

عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي». رواه البخاري.

§         في نظركم هل كان سيوافق الرسول  على هذه التصرفات؟

§         ماذا كان رد الرسول ؟

§         وما الحق الذي ضيعه هؤلاء؟

النصوص المؤطرة للدرس:

قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ …﴾.سورة البقرة،من الآية: 286

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۩ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۩ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ۩ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾.سورة الشمس، الآيات: 7 –  10

عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ لأبي الدَّرْداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ».رواه البخاري، كتاب: الصوم، باب: من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع

قاموس المفاهيم:

§         وسعها: طاقتها.

§         كسبت: عملت.

§         أفلح: فاز.

§         سواها: خلقها في أحسن صورة.

§         ألهمها فجورها وتقواها: هداها وبين لها عصيانها واستقامتها.

§         زكاها: طهرها من الذنوب.

§         حقا: واجبا تحفظه وترعاه.

§         دساها: دنسها بالمعاصي.

مضامين النصوص الأساسية:

نص 1:ربط الله تعالى تكليف الإنسان بالفرائض بما تطيقه النفس البشرية.
نص2:تزكية النفوس وتطهيرها من الذنوب والمعاصي سبيل فلاح الإنسان.
نص3:بيان الصحابي الجليل سلمان لصديقه مختلف الحقوق التي يجب على الإنسان رعايتها.

    I.            النفس الإنسانية وأنواعها:

1.    تعريف النفس:

النفس: هي الروح التي تسري في الجسد، وهي أشرف ما في الإنسان، وتطلق أيضا على البدن.

2.    أنواع النفس الإنسانية:

§         النفس الأمارة بالسوء: وهي التي انغمست في ارتكاب المعاصي وابتعدت عن الله تعالى.

§         النفس اللوامة: وهي التي ندمت على ما ضاع من الخير.

§         النفس المطمئنة: وهي التي رضيت بالله ربا وخضعت له في فعل الأوامر واجتناب النواهي.

II.            مفهوم حفظ النفس ومظاهره:

1)   مفهوم حفظ النفس:

حفظ النفس: هو القيام بحق النفس بتحليتها بالفضائل التي تنفعها وإبعادها عن كل الرذائل التي تضرها.

2)   مظاهر حفظ النفس بتحليتها بالفضائل:

§         الحرص على الوسطية والاعتدال والتوازن في الأمور كلها، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾.

§         ممارسة الرياضات المفيدة، لقوله : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ …».

§         المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله، قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

III.            ما يجب تجاه النفس من حقوق:

§         تغذية الجانب الروحي بالصلاة والذكر وقراءة القرآن.

§         عدم الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، كالانتحار وتناول السجائر والمخدرات والخمر وسائر المحرمات.

§         عدم تحميل النفس ما لا تطيقه ولو من صالح الأعمال.

§         عدم حرمان النفس من التمتع بكل ما هو مباح.

§         التغذية السليمة والمتوازنة والوقاية والعلاج، وممارسة الرياضة، والراحة بعد التعب …

ومن حقوق النفس مجاهدتها على فعل الخير وترك الشر، فالمحاسبة خير وسيلة لتقويم اعوجاج النفس بين حين وآخر لغرض تزكيتها، ويكون أساس المحاسبة هو مقارنة ما تفعله النفس مع ما يطلبه الشرع، فإن كانت قد وفّتْ، فهل يمكنها أن تزيد إحسانا؟ وإن كانت مقصّرَةً، فما السبيل إلى تقويم اعوجاجها؟ والوسيلة إلى تنفيذ ذلك هو مخالفة هواها.

امتدادات سلوكية :

§         لا ألحق الضرر بنفسي لأنها أمانة يجب الحفاظ عليها.

§         لا أكلف نفسي ما لا تطيق.

§         ألتزم بتوجيهات الرسول ، فهو القدوة لنا.

ليست هناك تعليقات: